المهدي المنتظر
المهدي المنتظر عند أهل السنة والجماعة يخرج في آخر الزمان من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، يؤيده الله بالدين ، يملك سبع سنين ، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، تنعم الأمة في عهده نعمة لم تنعمها قط ، تخرج الأرض نباتها وتمطر السماء قطرها ويعطى المال بلا عدد .
اسمه كاسم الرسول صلى الله عليه وسلم ، واسم أبيه كاسم أبي النبي صلى الله عليه وسلم ، فيكون اسمه : محمد بن عبد الله .
وهو من ذرية فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم من ولد الحسن بن علي رضي الله عنهم .
صفته كما في الأحاديث : أجلى الجبهة (أي خفيف شعر ما بين النزعتين من الصدغين والذي انحسر الشعر عن جبهته) ، وأقنى الأنف (أي طول ورقة أرنبته مع حدب وسطه) .
يخرج المهدي من قبل المشرق ، فقد جاء في الحديث عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ، ثم لا يصير إلى واحد منهم ، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم ، ثم ذكر شيئا لا أحفظه فقال : فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج فإنه خليفة الله المهدي) [رواه ابن ماجه والحاكم وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي ، وقال ابن كثير : هذا إسناد قوي صحيح ، وقال الألباني : الحديث صحيح دون قوله : فإن فيها خليفة الله المهدي] .
قال ابن كثير : "والمراد بالكنز المذكور في هذا السياق كنز الكعبة ، يقتتل عنده ليأخذوه ثلاثة من أولاد الخلفاء ، حتى يكون آخر الزمان فيخرج المهدي" أهـ .
وقد دلت السنة المطهرة على ظهوره ، فمن الأحاديث : عن أبي سعيد بن الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (يخرج آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث وتخرج الأرض نباتها ويعطي المال صحاحاً وتكثر الماشية وتعظم الأمة يعيش سبعاً أو ثمانياً ـ يعني حججاً ـ ) [رواه الحاكم وقال : حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وقال الألباني : هذا سند صحيح رجاله ثقات] .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أبشركم بالمهدي يبعث على اختلاف بين الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض يقسم المال صحاحاً ، فقال له رجل : ما صحاحاً ؟ قال : بالسوية بين الناس ، قال : ويملأ الله قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم غنى ويسعهم عدله حتى يأمر منادياً فيقول : من له في مال حاجة ؟ فما يقوم من الناس إلا رجل ، فيقول : ائت السدان ـ يعني الخازن ـ فقل له إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً ، فيقول له : احث حتى إذا حجره وأبرزه ندم فيقول : كنت أجشع أمة محمد صلى الله عليه وسلم نفساً ؟ أو عجز عني ما وسعهم ؟ قال : فيرده فلا يقبل منه فيقال له : إنا لا نأخذ شيئاً أعطيناه ، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو يسع سنين ثم لا خير في العيش بعده أو قال : ثم لا خير في الحياة بعده) [رواه أحمد قال الهيثمي : ورجاله ثقات] .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، يملك سبع سنين) [رواه أبو داود والحاكم وقال : صحيح على شرط مسلم ، وقال ابن القيم عن سند أبي داود : جيد] .
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي) [رواه أبو داود وقال الألباني : صحيح] .
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ، قال : فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم : تعال صل لنا فيقول : إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة) [رواه مسلم] .
وعن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة) [رواه أحمد وقال الألباني : صحيح] ، قال ابن كثير : "أي يتوب عليه ويوفقه ويلهمه ويرشده بعد أن لم يكن كذلك" أهـ .
هذا هو المهدي عند أهل السنة والجماعة .
المهدي عند الرافضة الإمامية : هو محمد بن الحسن العسكري المنتظر من ولد الحسين بن علي ـ لا من ولد الحسن ـ الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار ، الذي يورث العصا ويختم القضا ، دخل سرداب سامراء طفلاً صغيراً من أكثر من خمسمائة سنة فلم تره بعد ذلك عين ولم يحس فيه بخبر ولا أثر ، وهم ينتظرونه كل يوم ويقفون بالخيل على باب السرداب ، ويصيحون به أن يخرج إليهم : اخرج يامولانا أخرج يا مولانا ، ثم يرجعون بالخيبة والحرمان ، فهذا دأبهم ودأبه .
المهدي عند اليهود : كذلك اليهود لهم المسيح المنتظر ، وله صفات في كتبهم .
المهدي عند المهدية : يزعم مؤسسها محمد أحمد المهدي أنه المهدي المنتظر ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه في اليقظة ومعه الخلفاء الراشدون والأقطاب والخضر وأمسك بيده وأجلسه على كرسيه وقال : أنت المهدي المنتظر ومن شك في مهديتك فقد كفر .
المهدي عند البابية والبهائية : يعتقدون أن الباب والبهاء هما إلهان مرة ورسولان أخرى ومهديان ثالثة .
أشراط الساعة الكبرى
أما أشراط الساعة الكبرى فهي عشرة ، ولم يرد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم صحيحاً صريحاً في ترتيبها إلا في ثلاث علامات هي : خروج المسيح الدجال ثم نزول عيسى عليه السلام ثم خروج يأجوج ومأجوج .
وحدوث أشراط الساعة الكبرى بعضها إثر بعض ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (خروج الآيات بعضها على إثر بعض يتتابعن كما تتتابع الخرز في النظام) [رواه الطبراني] .
وأشراط الساعة الكبرى يجمعها الحديث الذي رواه مسلم عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال : (اطّلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر ، فقال : وما تذاكرون ؟ قالوا : نذكر الساعة ، قال : إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات فذكر : الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم ويأجوج ومأجوج وثلاث خسوفات خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب ، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم) .
وهذا الحديث لا يدل على الترتيب لأنه جاء العطف بالواو وهي لا تدل على الترتيب .